فندق هازبين - هازبين هوتيل - hazbin hotel -

مسلسل فندق هازبين وإعادة تعريف قصة إبليس

في نقلة نوعية، جدا، بدأت أمازون برايم في عرض مسلسل كارتون كوميدي بعنوان فندق هازبن Hazbin Hotel

تنطلق حكاية هازبين هوتيل في الدقائق الأولى بإعادة سرد لقصة لوسيفر (إبليس) وليليث التوراتية القديمة..

إبليس الذي كان “ملَكًا” مميزًا في مملكة السماء “الفردوس”، إلا أنه كان ملَكًا غير تقليدي مثل سائر الملائكة الطائعين، ولكنه كان مبدعًا ومتطلعًا، فلم يعجبه النظام القمعي الذي حكمت به مملكة السماء أتباعها.. فبعدما خُلق آدم وليليث (زوجته الأولى كما تصف الأساطير)، وحاول آدم فرض سيطرته على ليليث وتقييدها بسلطته، رفضت ليليث هذه الوصاية وفرّت منه، فلاقاها لوسيفر في الفردوس ووقعا في الحب، وناولها تفاحة الحكمة لتأكل منها إكرامًا لها.

فندق هازبين - هازبين هوتيل - hazbin hotel

بسبب هذا الخطأ البسيط من لوسيفر وقعت اللعنة وظهرت كل الشرور في العالم، فقررت الملائكة الانتقام من لوسيفر الذي أُحبط ويئس ولم يعد يرى سوى الشر فيمن حوله. لكن ليليث لم تستسلم بهذه السهولة، وقررت المقاومة والدفاع عن حريتها واستقلالها والانتقام من البشر أبناء آدم وحواء، وأورثت هذه الروح إلى ابنتها “أميرة الجحيم” بطلة المسلسل.

بالطبع فإن هذه الفكرة الفلسفية في أصلها ليست وليدة اللحظة، ولكنها فلسفة قديمة وتمت معالجتها في العديد من الأعمال الفنية بصور مختلفة، حتى توفيق الحكيم تناول قصة ندم إبليس في قصة قصيرة له بعنوان “أنا الشهيد”، ولكن في ظل تطور التقنيات، وانعدام الرقابة تحت مفهوم الحرية، وانتشار الإعلام البديل، والانسلاخ الكبير لدى الأجيال الجديدة من أسس العقيدة ومسلَّمات الصواب والخطأ، أصبح كل شيء قابلا للقبول والطرح تحت مظلة الترفيه والتسلية الفارغة، وتسميم العقل غير الواعي بأي أفكار مهما بلغت خطورتها، والتي منها أن الإبداع مرتبط بمخالفة السماء والخلود في الجحيم؛ مثوى المبدعين غير النمطيين.

لسنا في حاجة إلى القول بأن إبليس (كان من الجِنِّ ففسق عن أمر ربه) [سورة الكهف: ٥٠].

في المقال التالي أوضح ملامح أكثر لتسلل هذه الأفكار بداية من مطلع القرن العشرين، اقرأ من هنا.

فيديو: كيف تحكم هوليوود في وجبة إفطارك؟