لم يكن الغرض من دمية باربي منذ اليوم الأول لظهورها في عام ١٩٥٩ على يد سيدة الأعمال Ruth Handler أن تكون مجرد دمية عادية للبنات، ولكنها دمية تحمل حالة ثقافية كاملة تحوي الكثير من المفاهيم، بداية من العنصرية والتحرر والذاتية والأفكار النسوية ومؤخرا الجندرية… إلخ، فلا يُعَد الأمر اكتشافا حينما نجد هذه الإشكالات مع ظهور الفيلم الأخير وحملة الدعاية الضخمة (جوجل يكتسي باللون الوردي حينما تكتب اسم الفيلم) وما يصاحبها من هوس وتحفز شديد لدى المشاهدين، للدرجة التي جعلت إحدى الفتيات تظهر في فيديو تشتكي من تأخر عرض الفيلم في الدول العربية بعد أن تهيأت وطلَت أظافرها بطلاء وردي خاص.
بالطبع عزز من هذه الحالة وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار مفهوم التريند والذي لا يختلف في الحقيقة عن سياسة القطيع المعروفة. وقد يكون المختلف في نظري هذه المرة هو انتقال هذه الثقافة إلى شريحة اجتماعية أوسع وفئة عمرية أصغر، ستؤدي دورها بالتالي في تحميل كاهل الآباء والأمهات بما لا يطيقون ماديا ونفسيا، مع العلم بأنه ليس فيلما للأطفال، وتصنيفه العائلي PG13، وهذا أمر في غاية الخبث، ومعروف أن هذه التصنيفات لا يقام لها وزنا من الناحية التسويقية. في تقديري أن هذا الفيلم سيفتح الأفق نحو موجة تحرر أكثر شراسة.
على الهامش: يؤدي دور إحدى الدُمى الإناث الممثلة Hari Nef وهي متحولة جنسيا، أما بالنسبة للممثلين الذكور، فتأدية دور الدمى تطلب منهم إزالة شعر أجسادهم بالكامل بواسطة الشمع ليبدو بمظهر الدمية الحقيقي، فلا تتعجب لو صارت هذه موضة في المستقبل “الطري” القريب.