لو سلمنا أن أحد الأشخاص وقع ضحية لظلم الأسرة والمجتمع من حوله ولم يجد الدعم المطلوب لانتشاله من هذا الشر وأصبح بالفعل شخصا مريضا سيكوباتيا وقاتلا شريرا؛ فهل تُكتب نهايته بهذا؟
– بشكل عام: لو أن أحدا ارتكب جريمة قتل متعمد وهو بكامل قواه العقلية، ثم أراد التوبة، فهل له توبة؟
الإجابة أن نعم له توبة، بدليل قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) {النساء: 48}، مع العلم أن هناك إجماعا على أن هذا النوع من حقوق الآدميين لا يسقط بالتوبة، فلأولياء المقتول أن يطالبوا بحقهم، وهم مخيرون بين القصاص أو العفو أو أخذ الدية، وإن عفوا أو طالبوا بالدية فعلى القا.تل الكفارة مع ذلك وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
– ماذا لو كان هذا الشخص مريضا نفسيا وارتكب هذه الجريمة وهو حالة غياب عن الوعي، وتم إثبات ذلك بشكل طبي وقانوني صحيح وليس زورا؟
في هذه الحالة فعليه دفع الدية أو يدفعها عنه قومه، مع أداء الكفارة، ولا إثم عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ) [رواه أحمد وأبو داود].
– طيب هل بالضرورة مع التوبة والتكفير عن الذنب وأداء حقوق العباد أن يكون هذا الشخص متقبّلا لديهم بعد ذلك؟
لا يشترط لأنه هذا الحزن والألم أمر فطري، ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لوحشي -رضي الله عنه- عد إسلامه وتوبته وهو قا.تل عمه حمزة: (هل تستطيع أن تغيّب وجهك عني؟) [رواه البخاري]، قال الحافظ ابن حجز: (وفيه -أي في الحديث- أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى، ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما، وفيه أن الإسلام يهدم ما قبله).
تعقيب: كل ما سبق يطبّق في حال أن هذا الشخص المذكور أعلن توبته خالصة وحسُن إسلامه واستقام على أمر لله، فما بالك بإثارة هذه المسائل بإسقاط عاطفي على شخصيات شاذة مثل الجوكر أو هارلي كوين وجعلهما تلقائيا نموذجا محبوبا للكبار والأطفال تتصدع أمامه كل الثوابت الحاكمة التي فرضها الله تعالى لاستقامة هذه الحياة بعيدا عن عبث البشر.
ما الدافع وراء ذلك؟ الإجابة من هنا