ديدبول.. وجه جديد للعدالة

Deadpool 1

من الأمور غير المستساغة بالنسبة لي، هذه النوعية من الأفلام التي تدمج بين العنف الدموي/الرعب، وبين الكوميديا؛ فكما هو معلوم ما للكوميديا من أثر في تبسيط الأمور وتسهيل تقبلها، فلو اقترنت بتقديم مثل هذه الأنواع الدموية والمرعبة فهي تساهم في تشكيل جمهورًا من المضطربين أعداء المجتمع، الساديين المتلذذين بالعنف والدم، ولعل من أبرز مخرجي هذا اللون من الأفلام هو “كوينتن تارانتينو” Quentin Tarantino الشهير بمشاهده الدموية الصادمة غير المُسَوَّغة، وغير ذلك الكثير من الأمثلة.

ولكن ما استوقفني هنا هو أحد سلاسل أفلام مارفل كوميكس Marvel Comics الشهيرة والذي بدا وكأنَّ الشركتين “مارفل ودي سي” تتنافسان في كل شيء حتى في إظهار الوجه الأقبح!

Ryan Reynolds

«أنا لست بطلًا، ولن أكون أبدًا كذلك، أنا مجرد رجل سيئ يتلقى أجرًا لضرب رجل أسوأ».

هكذا يعرف نفسه “وايد ويلسون” Wade Wilson بطل فيلم “ديدبول” Deadpool؛ أنتي هيرو من شخصيات مارفل كوميكس، كان أول ظهور له في إحدى القصص ضمن مجموعة “الرجال إكس” X-Men عام 1991.

وايد شاب أنهى خدمته العسكرية ليعمل بعد ذلك كمرتزق شرس يتباهى بقتله 41 شخصًا، وذلك قبل تحوله لديدبول ويضاعف عدد القتلى، في سبيل إنقاذ حبيبته “فينيسا” Vanessa الجميلة التي تعمل في أحد الملاهي الليلية.

هكذا في سبيل الحب تُسوَّغ كلُّ الأفعال، وبهذه التوليفة من الكوميديا والرومانسية، مع الخدع والتقنيات المبهرة، والمؤثرات الصوتية الخاطفة، تتسرب إليك حالة التعاطف مع وايد ويلسون القاتل وعشيقته، والتأثر لحالهما، والانتشاء بالدم والقتل والانتقام البشع وتسويغه، والضحك للألفاظ البذيئة والإباحيَّة التي لا يخلو منها مشهد، والترحاب بهذا “الوجه الجديد من العدالة”، الذي تصدَّر الإعلان عنه أحد البوسترات الدعائية للفيلم كاتبًا: “للعدالة وجه جديد” Justice has a new face.

جدير بالذكر أن الفيلم مصنف ضمن الفئة R أي لمن يزيد عمرهم عن 18 عامًا، وذلك خلافًا لما جرت عليه عادة أفلام السوبرهيروز من تصنيفها ضمن الفئة PG 13 -أي بإرشاد عائلي لمن هم دون 13 سنة-، وسط تكهُّنات بتأثير هذا التصنيف R على الإيرادات سلبًا لعدم مناسبته لشريحة جماهيرية واسعة ومؤثرة -من هم ما بين 13 – 18 عامًا- ولكن العكس تمامًا هو ما حدث؛ فرغم أنه أمر غير معهود على شركة مارفل استخدام هذا التصنيف في أفلامها، ازداد إقبال الجمهور على مشاهدة الفيلم، خاصة الجيل الذي عايش ديدبول وقصصه العنيفة منذ نشأته، وبالفعل أحدث الفيلم مفاجأة في شباك التذاكر؛ حيث وصلت مبيعاته إلى 135 مليون دولار في أول 3 أيام فقط وصلت عالميًّا في النهاية إلى مبلغ 783 مليون دولار، ليكون بذلك من أعلى الأفلام تحقيقًا للإيرادات في عام 2016، لتخوض شركة مارفل في مارس 2017 تجربة جديدة مع فيلمها “لوجان” Logan، ضمن سلسلة أفلام الرجال إكس أيضًا، وهو الفيلم المتمم لثلاثية أفلام “وولفرين” Wolverine، ولكن هذه المرة تشارك في البطولة الدموية “لورا” Laura ابنة وولفرين بالاستنساخ، والتي تلعب دورها “دافني كين” Dafne Keen، الطفلة الإنجليزية من مواليد 2005.


مستفاد من كتاب الأشرار؛ كيف أصبحنا نحب أشرار السينما؟

اقرأ أيضا: فندق ترانسيلفانيا ومعركة الجندرية.